رفعت النيجر إنتاجها من النفط إلى أكثر من خمسة أضعاف وأصبحت لأول مرة تصدر الذهب الأسود بعد الإعلان عن دخول حقل أغاديم النفطي المرحلة الثانية من الإنتاج.
كان الحدث كبيرا في الأول من نوفمبر الماضي في حقل أغاديم على بعد 1600 كلم من العاصمة نيامي في أقصى شرق البلاد، بحضور وفد وزاري كبير يتقدمهم الأمين زين علي، الوزير الأول المعين حديثا من المجلس العسكري الحاكم في النيجر، ليضخ من الآن فصاعدا نحو 90 ألف برميل من النفط الخام موجها كليا للتصدير، وينقل الإنتاج النفطي للبلاد من 20 ألف الى 110 آلاف برميل يوميا.
وتقاطعت تصريحات كبار المسؤولين في حكومة النيجر على اعتبار العهد النفطي الجديد يحصن سيادة البلاد ويعزز استقلالها الاقتصادي والسياسي، في خضم المرحلة الصعبة التي يواجهها اقتصاد البلاد بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم نهاية يوليو الماضي، ثم قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قطع المساعدات المالية التي كانت تمثل ما يقرب 40 بالمائة من ميزانية الدولة السنوية.
واحيت هذه الخطوة آمالا شعبية وحكومية عريضة أن يتحول النيجر من إحدى أفقر دول العالم إلى دولة غنية ، في حال نجح في استكمال مخططه برفع انتاج النفط الى نصف مليون برميل يوميا بحلول العام 2030.
ومع القفزة الجديدة سيمثل النفط ربع إجمالي الناتج المحلي للبلاد الذي بلغ أكثر من 13,6 مليار دولار في العام 2020 بحسب البنك الدولي و”نحو 50% من عائدات الضرائب للنيجر” مقابل 4% من إجمالي الناتج المحلي و19% من عائدات الضرائب قبل الآن.
وحققت النيجر هذه الطفرة النفطية بفضل استثمار لشركة البترول الوطنية الصينية بلغ نحو 6 مليارات دولار، مقابل تقاسم حصص الإنتاج مع دولة النيجر، وهو أحدث مشهد إفريقي للحرب الاقتصادية المستعرة بين الصين والغرب، ويظهر هنا ضربة صينية أخرى لشركة توتال الفرنسية وشقيقاتها الأوروبية التي كانت تعتبر النيجر مكسبا ثابتا قي يدها، خسرته بعد انقلاب 26 يوليو ومجيئ الحكام الجدد المناهضين لأي شكل من أشكال الهيمنة الفرنسية في البلاد.
من جهتها أعلنت شركة المحروقات الجزائرية سوناطراك أنها قامت “باكتشاف مشجع” للنفط في كفرا (شمال)، وهي مساحة شاسعة تبلغ 23737 كيلومترا مربعا بالقرب من الحدود مع الجزائر والتي تجاور حوض النفط الجزائري تفاساست الذي تديره سوناطراك.