جدد عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، دعوته لجميع القادة السياسيين لتحمل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية، للتوصل إلى اتفاق سياسي بشأن العملية الانتخابية؛ لإنهاء الوضع القائم. وعدَّ أن من شأن انتخابات حرة ونزيهة وشاملة أن تفضي إلى إنشاء مؤسسات شرعية وخاضعة للمساءلة.
وقال باتيلي خلال لقائه، مساء الثلاثاء، في العاصمة طرابلس مع موسى الكوني عضو المجلس الرئاسي، ومسؤولين من منطقة فزان (الجنوب)، إن هذه الانتخابات ستمهد أيضاً الطريق للوحدة والسلام والتنمية والازدهار لمنطقة فزان ولجميع المناطق والمجتمعات المحلية في ليبيا. ونقل عن الحضور بواعث قلقهم بشأن التحديات التي تواجه منطقتهم وليبيا، لافتاً إلى أنه أخذ علماً بمطالبهم ومقترحاتهم لإنهاء التهميش الذي يطال منطقة فزان.
بدوره، نقل الكوني عن باتيلي تأكيده «ضرورة توحيد جهود قادة البلاد من خلال حكومة موحدة تهدف لتحقيق الاستقرار وتساهم في إعمار الجنوب وتنميته، وتوزيع موارد البلاد بشكل منصف؛ لضمان وحدة ليبيا وتكريس الجهود لإجراء انتخابات توافق على نتائجها كل الأطراف».
وأوضح أن الاجتماع الذي حضره أيضاً مسعود عبيد، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، ورمضان أبو جناح، نائب رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، وعدد من وزرائها عن الجنوب، تناول الوضع في مناطق الجنوب الذي تضرر من كل الأزمات التي عاشتها ليبيا خلال السنوات الماضية، وأدت لتدني مستوى الخدمات في عديد المجالات، مشيراً إلى تداعيات الأحداث التي تعيشها دول الجوار التي ستعود بالسلب على فزان، وديموغرافيا المنطقة؛ كالتهريب، بسبب ضعف تأمين الحدود.
ونقل عن الحاضرين التشديد على «ضرورة إحداث تنمية مكانية في الجنوب تساهم في استقراره، بحصول فزان على نصيبها من ثروة البلاد أسوة بالمناطق الأخرى لتنميتها وإعمارها، لا سيما مدينة مرزق التي لم تلتفت لها كل الحكومات المتعاقبة». وأكدوا «ضرورة عودة المهجرين للمدينة وإعمارها».
بدوره، أوضح مجلس الدولة أن باتيلي قدم خلال الاجتماع إحاطة بالمبادرة المزمع إطلاقها المدة المقبلة والمتعلقة بالقوانين الانتخابية، وكيفية الوصول إلى الانتخابات، والعمل على وجود حلول لحلحلة الانسداد السياسي.
في السياق، أعلن محمد تكالة، رئيس مجلس الدولة، أنه ناقش، مساء الثلاثاء، مع لوك رينلود مسؤول الأمن القومي في البيت الأبيض لمنطقة شمال أفريقيا، ما وصفه بـ«الصعوبات التي تعيق الوصول إلى حالة الاستقرار الدائم وكذلك الحلول المطروحة»، مشيراً إلى أنه بحث مع من وصفه بأحد كبار المحللين التشريعيين للجنة العلاقات الخارجية الأميركية، الأزمة الليبية والطابع المهم الذي يعكسه استقرار ليبيا على المنطقة، إضافة إلى تقديم الاستشارات التي من شأنها أن تساعد على تقديم الحلول الممكنة للأزمة السياسية الليبية.