وصل وفد عسكري روسي، الأحد، العاصمة النيجرية نيامي، في أول زيارة رسمية منذ الانقلاب على الرئيس المعزول محمد بازوم. وتأتي أيضا بعد ساعات من زيارة مدينة بنغازي والاجتماع مع خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد.
واستقبل وزير الدفاع المعين من المجلس العسكري الحاكم في النيجر، الجنرال ساليفو مودي، الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الدفاع يونس بك يفكيروف، وعقدا جلسة مباحثات رسمية حول التعاون والتنسيق العسكري بين البلدين، بحسب معلومات نشرتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي 16 سبتمبر الماضي، اجتمع يفكيروف مع الجنرال ساليفو مودي في باماكو، بحسب ما قالت وسائل إعلام رسمية في مالي آنذاك.
ومتنت روسيا علاقاتها مع دول الساحل الافريقي الثلاث مالي والنيجر وبروكينافاسو، التي عدقت مؤخرا تحالفا ثلاثيا بينها وتشترك في معاداة المصالح الفرنسية في المنطقة، ويقودها عسكريون .
وخلال الأشهر اللاحقة للانقلاب، رفعت المظاهرات الحاشدة الداعمة للمجلس العسكري الذي تولى الحكم في النيجر عدة مرات، العلم الروسي، مرددين هتافات مؤيدة لروسيا ومعادية لفرنسا.
وتتقاطع الأزمة في النيجر مع الحالة الليبية في عدة مسارات، لعل واحدة منها يتمثل في ملف الهجرة غير الشرعية، فضلا عن الحدود المشتركة والمخاطر الأمنية التي قد تنجم عن الاضطرابات الأمنية.
الطموح الروسي في الساحل الأفريقي
والجمعة الماضية، شكّكت جريدة «لاكروا» الفرنسية في نيات المجلس العسكري في النيجر الذي أنهى تعاونه مع الاتحاد الأوروبي، للسيطرة على منافذ الهجرة، مشيرة إلى انعكاسات مباشرة على ليبيا، باعتبار أن هذا القرار يخدم بشكل علني مصالح القوة الصاعدة في المنطقة، الحليف الروسي الجديد لدول الساحل.
وتشهد منطقة الساحل الغربي الأفريقي تحولات جيوسياسية متسارعة، يعتقد مراقبون أنها قد تحمل إمكانية تصاعد التوترات والصراعات على النفوذ بين مختلف اللاعبين الدوليين، حيث تتبنى روسيا استراتيجية طموح في التوسع الجغرافي وتعزيز تأثيرها على الساحة العالمية.