أطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء الخميس، أولى مراحل استغلال منجم غارا جبيلات العملاق الواقع بولاية تندوف، في أقصى الجنوب الغربي للجزائر، وهو أحد أضخم مناجم الحديد في العالم.
ووصل تبون إلى المنطقة الحدودية الاستراتيجية ليضع حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد، و يعد منجم غارا جبيلات أكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الاستقلال باحتياطي يصل إلى حوالي 5ر3 مليار طن من الحديد، وسيمر هذا المشروع الهيكلي بعدة مراحل ممتدة من 2022 إلى 2040, حيث سيتم خلال المرحلة الأولى استخراج من 2 إلى 3 مليون طن في السنة من خام الحديد ونقله برا، فيما ستنطلق المرحلة الثانية بعد إنجاز خط السكة الحديدية، حيث سيتم استغلال المنجم بطاقة كبرى تسمح باستخراج من 40 الى 50 مليون طن سنويا.
كما سيوفر هذا المشروع العملاق كمرحلة أولى حوالي 3 آلاف منصب شغل واستحداث مهن حرفية أخرى ذات صلة.
طفرة أخرى في المشروع تنتظر استكمال السكة الحديدية
وتتمثل المحطة الثانية من هذه الزيارة في وضع حجر الأساس لمشروع خط السكة الحديدية الجديد بشار-تندوف-غار أجبيلات الذي يعد مشروعا استراتيجيا ضخما وبنية تحتية لتثمين واستغلال واحد من أكبر مناجم خام الحديد في العالم.
ويمتد هذا المشروع على مسافة 950 كلم من البنية التحتية للسكة الحديدية، والتي ستشكل حلقة النقل الرئيسية نحو معامل التعدين ومنه باتجاه المناطق الصناعية والموانئ التي تغطيها الشبكة الوطنية للسكة الحديدية.
و استمع الرئيس تبون الى عرض حول منشآت معالجة خام الحديد وآخر حول مشروع مصنع المعالجة الأولية الذي يقام على مستوى ذات المنجم، قدمه القائمون على تنفيذه، بحضور أعضاء في الحكومة الجزائرية ورئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول، سعيد شنقريحة.
ووافق مجلس الوزراء الجزائري في شهر مايو من العام الفارط على إطلاق المرحلة الأولى لاستغلال المنجم، وتتمثل عملية المعالجة الاولية لخام الحديد في سحق و غربلة المادة الاولية المستخرجة و الفصل الجاف، يليها التخزين ثم النقل، وفق الشروحات المقدمة التي اكدت أن الدراسات الخاصة بالمشروع سمحت بالوصول لطريقة مبتكرة للخروج بخام مركز “صالح للتسويق محليا و دوليا”.
تقنيات حديثة بشراكة جزائرية – صينية
وستمكن التقنيات المستعملة في المعالجة من الوصول إلى قيمة استرجاع الحديد الخام بنسبة 85 بالمائة بفضل عمليات الفصل المغناطيسي الجاف التي تسمح برفع نسبة الحديد مع تقليل نسبة الفوسفور الى 0،68 بالمائة.
وستسمح نشاطات تطوير و استغلال المشروع المنجمي المهيكل والاستراتيجي ككل بخلق حركية اقتصادية كبرى ليس فقط في منطقة الجنوب الغربي للبلاد بل عبر كافة مناطق الوطن كونه سيساهم في تطوير القطاع المنجمي الوطني وتسريع مسعى تنويع الاقتصاد وترقية الصادرات خارج المحروقات.
ويشرف على استغلال المنجم، الذي يندرج ضمن سياسة الدولة لبعث قطاع المناجم لتنويع الاقتصاد الوطني ودفع التصنيع، الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) التابعة للمجمع الصناعي المنجمي (سوناريم) بالشراكة مع الائتلاف الصيني (سي ام اش).
ويتم نشاط تثمين واستغلال المنجم، الذي انطلق منذ أكثر من سنة، على مستوى المنطقة الغربية للمنجم التي تضم احتياطات قدرها 1،7 مليار طن، اي ما يفوق نصف الاحتياطي الاجمالي.