أكدت مديرة مركز القانون الدولي في جامعة بروكسل الحرة, آن لاجيروال, أن إعلان ثلاث دول أوروبية أمس الأربعاء, قرارها المنسق للاعتراف رسميا بدولة فلسطين, من شأنه أن يعزز الموقف السياسي لفلسطين ويدفع بالمزيد من دول القارة لأن تحذو حذوها.
وفي تصريح للإذاعة والتلفزيون البلجيكي, قالت لاجيروال أن “هذه الاعترافات هي قبل كل شيء, كما قال رئيس الوزراء الإيرلندي, وسيلة لتأكيد دعم حل الدولتين, كما هو مقترح في اتفاقيات أوسلو للسلام عام 1993“.
وفي الوقت الذي يشن فيه الكيان الصهيوني عدوان إبادة جماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر, أعلنت النرويج وإيرلندا وإسبانيا أمس الأربعاء عن قرار الاعتراف بدولة فلسطين, والذي سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من 28 مايو الجاري.
وحسب الأستاذة في القانون الدولي, فعلى الرغم من أن هذا الاعتراف “لا يغير شيئا” من حيث الوضع القانوني لدولة فلسطين, إلا أنه سيمكن قادتها قبل كل شيء من “تعزيز مكانة فلسطين في سياق النزاع في الشرق الأوسط“.
وتابعت تقول أن الاعتراف بفلسطين كدولة هو “وسيلة لهذه الدول لتقوية علاقاتها الثنائية مع الدولة الفلسطينية بشكل أكبر, وهو ما سيقودها في مرحلة مقبلة إلى فتح سفارات وتعزيز التبادل الدبلوماسي معها“.
وخلال حديثها عن تأثير هذا الاعتراف على القضية الفلسطينية, أشارت آن لاجيروال الى أن النتيجة الأولية ستكون على المستوى العالمي, موضحة أنه “من بين 193 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة, ستعترف 146 منها قريبا بوجود دولة فلسطينية, وهو الذي من شأنه أن يعزز الموقف السياسي لفلسطين ويعزل الدول التي لا تعترف بفلسطين“.
للإشارة, اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 مايو, بأغلبية ساحقة قرارا يؤيد طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة, خلال جلسة خاصة طارئة.
وقد حصل مشروع القرار الذي قدم باسم مجموعة الدول العربية على 143 صوتا مؤيدا, مقابل 9 أصوات معارضة و امتناع 25 عضوا عن التصويت.
ويأتي هذا القرار في أعقاب استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في 18 أبريل, والذي عرقل قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة, حيث حصل مشروع القرار الذي قدمته الجزائر على 12 صوتا مؤيدا, مع امتناع سويسرا والمملكة المتحدة عن التصويت.
هذا, كما تعتقد مديرة مركز القانون الدولي في الجامعة البلجيكية أن القرار الذي اتخذته إسبانيا والنرويج وإيرلندا, رغم “رمزيته”, إلا أنه قد يدفع بدول أوروبية أخرى الى أن تحذو حذوها, وهو ما قد يبشر “بحركية سيكون لها تأثير على بعض الدول التي لم تستبعد الاعتراف بفلسطين, ولم تحسم أمرها بعد من هذه الخطوة”.